فصل: قال الثعلبي في الآيتين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولذلك نجد الحوار بين الذين استضعفوا والذين استكبروا، ونجد الحق سبحانه وتعالى يأتي لنا بهذا الحوار في القرآن: {فَقَالَ الضعفاء لِلَّذِينَ استكبروا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ الله مِن شَيْءٍ} [إبراهيم: 21].
فيرد الآخرون: {لَوْ هَدَانَا الله لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} [إبراهيم: 21] ٍ.
وبعد ذلك يأتي اعتراف الشيطان الذي يقول عنه الحق سبحانه: {وَقَالَ الشيطان لَمَّا قُضِيَ الأمر إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِي فَلاَ تَلُومُونِي ولوموا أَنفُسَكُمْ مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} [إبراهيم: 22].
وهذا الحوار هو الذي يكشف لنا ما سوف يحدث يوم القيامة، ونجد الحق سبحانه يقول: {كَمَثَلِ الشيطان إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكفر فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بريء مِّنكَ إني أَخَافُ الله...} [الحشر: 16].
هذه كلها لقطات من مشاهد يوم القيامة، جاءت في خواطرنا ونحن نتناول قول الحق سبحانه: {فكفى بالله شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ} [يونس: 29].
هكذا يعلن كل مَنْ عُبد من الملائكة أو الرسل أو الأصنام، وبذلك تتم فضيحة الذين عبدوهم من دون الله سبحانه ويأخذون طريقهم إلى النار.
ولذلك نجد الحق سبحانه يقول: {احشروا الذين ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ} [الصافات: 22].
ولننتبه هنا إلى أن الأزواج متقدمون في الإغواء والتوجيه إلى الشر، قبل الأعداء؛ لأن الزوج أو الزوجة قد يكون هو الشيطان الملازم الذي يُهيِّيء الانحراف إلى ما يريد.
ونجد الحق سبحانه يقول بعد ذلك: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ} [الصافات: 24].
ومثلها مثل قوله سبحانه: {مَكَانَكُمْ} نفهم من ذلك أنهم كانوا معًا في الدنيا وهي دار الاختبار، وهم الآن في دار جبرية الاقتدار؛ لذلك يقول الحق سبحانه: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ بَلْ هُمُ اليوم مُسْتَسْلِمُونَ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قالوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ اليمين} [الصافات: 2428].
أي: كنتم تستعملون قوتكم؛ لتجعلونا نتبعكم، فلا يظنن ظانٌّ أنها قوة البطش فقط، أو قوة التذليل، بل المقصود بذلك أيّ قوة، حتى وإن كانت قوة الإغواء.
إذن: فالمواقف مفضوحة، وهذا لون ومقدمة من ألوان العذاب؛ ليبين الله سبحانه وتعالى صدقه في قوله: {الأخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المتقين} [الزخرف: 67].
وشاء الحق سبحانه ذلك؛ ليبين لنا كيف يختار الإنسان خليله في الدنيا، فلا يختار الخليل الذي يزيِّن الخطأ والمعصية، بل يختار الذي يعينه على الطاعة.
ويذكر الحق سبحانه موقفًا من مواقف يوم القيامة فيقول سبحانه: {وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَا أَرِنَا الذين أَضَلاَّنَا مِنَ الجن والإنس نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأسفلين} [فصلت: 29].
هكذا يكون حال الذين ضلُّوا يوم القيامة، يتبرأون ممن أوقفهم هذا الموقف بل يطلبون من أضلهم لإيقاع العذاب بهم بأنفسهم؛ لذلك يقول الحق سبحانه في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها: {فكفى بالله شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ} [يونس: 29].
هكذا يتبرَّأ الملائكة والرسول الذي عُبِدَ، وحتى الأصنام، من الذين عَبَدُوهم في الدنيا. اهـ.

.قال الثعلبي في الآيتين:

{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ} اثبتوا وقِفوا في موضعكم ولا تبرحوا {أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ} يعني الأوثان {فَزَيَّلْنَا} ميّزنا وفرقنا بين المشركين وشركائهم وقطعنا ما كان بينهم من التواصل في الدنيا بذلك حين اتخذوا كل معبود من دون الله من خلقه {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ} يقولون بلى كنا نعبدكم.
فيقول الأصنام: {فكفى بالله شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ} أي ما كنا عن عبادتكم إيّانا إلاّ غافلين، ما كنا نسمع ولا نبصر ولا نعقل. اهـ.

.قال ابن الجوزي في الآيتين:

قوله تعالى: {ويوم نحشرهم جميعًا} قال ابن عباس: يُجمع الكفار وآلهتهم.
{ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم} أي: آلهتكم.
قال الزجاج: {مكانكم} منصوب على الأمر، كأنهم قيل لهم: انتظروا مكانكم حتى نفصل بينكم، والعرب تتوعَّد فتقول: مكانك، أي: انتظر مكانك، فهي كلمة جرت على الوعيد.
قوله تعالى: {فزيَّلنا بينهم} وقرأ ابن أبي عبلة: {فزايلنا} بألف، قال ابن عباس: فرَّقنا بينهم وبين آلهتهم.
وقال ابن قتيبة: هو من زال يزول وأزلته.
وقال ابن جرير: إِنما قال: {فزيلنا} ولم يقل: فزلنا لإرادة تكرير الفعل وتكثيره.
فإن قيل: كيف تقع الفرقة بينهم وهم معهم في النار، لقوله: {إِنكم وما تعبدون من دون الله حَصَب جهنم} [الأنبياء: 98]؟
فالجواب: أن الفرقة وقعت بتبّري كل معبود ممن عبده، وهو قوله: {وقال شركاؤهم}، قال ابن عباس: آلهتهم، يُنْطِق الله الأوثان، فتقول: {ماكنتم إِيانا تعبدون} أي: لا نعلم بعبادتكم لنا، لأنه ما كان فينا روح، فيقول العابدون: بلى قد عبدناكم، فتقول الآلهة: {فكفى بالله شهيدًا بيننا وبينكم إِن كنا عن عبادتكم لغافلين} لا نعلم بها.
قال الزجاج: {إِن كنا} معناه: ما كنا إِلا غافلين.
فإن قيل: ما وجه دخول الباء في قوله: {فكفى بالله شهيدًا}؟
فعنه جوابان.
أحدهما: أنها دخلت للمبالغة في المدح كما قالوا: أَظْرِفْ بعبد الله، وأنبل بعبد الرحمن، وناهيك بأخينا، وحسبك بصديقنا، هذا قول الفراء وأصحابه.
والثاني: أنها دخلت توكيدًا للكلام، إِذ سقوطها ممكن، كما يقال: خذ بالخطام، وخذ الخطام، قاله ابن الأنباري. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيتين:

{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ}
الضمير في نحشرهم عائد على من تقدم ذكرهم من {الذين أحسنوا} {والذين كسبوا السيآت} وقرأ الحسن وشيبة والقراء السبعة: نحشرهم بالنون، وقرأت فرقة بالياء.
وقيل: يعود الضمير على الذين كسبوا السيئات، ومنهم عابد غير الله، ومن لا يعبد شيئًا.
وانتصب يوم على فعل محذوف أي: ذكرهم أو خوفهم ونحوه.
وجميعًا حال، والشركاء الشياطين أو الملائكة أو الأصنام أو من عبد من دون الله كائنًا من كان أربعة أقوال.
ومن قال: الأصنام، قال: ينفخ فيها الروح فينطقها الله بذلك مكان الشفاعة التي علقوا بها أطماعهم.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن الكفار إذا رأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب قيل لهم: اتبعوا ما كنتم تعبدون، فيقولون والله لإياكم كنا نعبد، فتقول الآلهة: فكفى بالله شهيدًا» الآية.
قال ابن عطية: فظاهر هذه الآية أنّ محاورتهم إنما هي مع الأصنام دون الملائكة وعيسى ابن مريم، بدليل القول لهم: مكانكم أنتم وشركاؤكم، ودون فرعون ومن عبد من الجن بدليل قولهم: إن كنا عن عبادتكم لغافلين.
وهؤلاء لم يغفلوا قط عن عبادة من عبدهم.
ومكانكم عده النحويون في أسماء الأفعال، وقدر بأثبتوا كما قال:
وقولي كلما جشأت وجاشت ** مكانك تحمدي أو تستريحي

أي اثبتي.
ولكونها بمعنى اثبتي جزم تحمدي، وتحملت ضميرًا فأكد وعطف عليه في قوله: {أنتم وشركاؤكم}.
والحركة التي في مكانك ودونك، أهي حركة إعراب، أو حركة بناء تبتني على الخلاف الذي بين النحويين في أسماء الأفعال؟ ألها موضع من الإعراب أم لا؟ فمن قال: هي في موضع نصب جعل الحركة إعرابًا، ومن قال: لا موضع لها من الإعراب جعلها حركة بناء.
وعلى الأول عول الزمخشري فقال: مكانكم الزموا مكانكم لا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل بكم.
واختلفوا في أنتم، فالظاهر ما ذكرناه من أنه تأكيد للضمير المستكن في مكانكم، وشركاؤكم عطف على ذلك الضمير المستكن وهو قول الزمخشري قال: وأنتم أكّد به الضمير في مكانكم لسده مسد قوله: الزموا وشركاؤكم عطف عليه انتهى.
يعني عطفًا على الضمير المستكن، وتقديره: الزموا، وأنّ مكانكم قام مقامه، فيحمل الضمير الذي في الزموا ليس بجيد، إذ لو كان كذلك لكان مكانك الذي هو اسم فعل يتعدى كما يتعدى الزموا.
ألا ترى أن اسم الفعل إذا كان الفعل لازمًا كان اسم الفعل لازمًا، وإذا كان متعديًا كان متعديًا مثال ذلك: عليك زيدًا لما ناب مناب، الزم تعدى.
وإليك لما ناب مناب تنح، لم يتعد.
ولكون مكانك لا يتعدى، قدره النحويون اثبت، واثبت لا يتعدى.
قال الحوفي: مكانكم نصب بإضمار فعل أي: الزموا مكانكم أو اثبتوا.
وقال أبو البقاء: مكانكم ظرف مبني لوقوعه موقع الأمر، أي الزموا انتهى.
وقد بينا أن تقدير الزموا ليس بجيد، إذ لم تقل العرب مكانك زيدًا فتعديه، كما تعدى الزم.
وقال ابن عطية: أنتم رفع بالابتداء، والخبر مخزيون أو مهانون ونحوه انتهى.
فيكون مكانكم قد تم، ثم أخبر أنهم كذا، وهذا ضعيف لفك الكلام الظاهر اتصال بعض أجزائه ببعض، ولتقدير إضمارلا ضرورة تدعو إليه، ولقوله: {فزيلنا بينهم}، إذ يدل على أنهم ثبتوا هم وشركاؤكم في مكان واحد حتى وقع التزييل بينهم وهو التفريق.
ولقراءة من قرأ {أنتم وشركاءكم} بالنصب على أنه مفعول معه، والعامل فيه اسم الفعل.
ولو كان أنتم مبتدأ وقد حذف خبره، لما جاز أن يأتي بعده مفعول معه تقول: كل رجل وضيعته بالرفع، ولا يجوز فيه النصب.
وقال ابن عطية أيضًا: ويجوز أن يكون أنتم تأكيدًا للضمير الذي في الفعل المقدر الذي هو قفوا أو نحوه انتهى.
وهذا ليس بجيد، إذ لو كان تأكيدًا لذلك الضمير المتصل بالفعل لجاز تقديمه على الظرف، إذ الظرف لم يتحمل ضميرًا على هذا القول فيلزم تأخيره عنه، وهو غير جائز لا تقول: أنت مكانك، ولا يحفظ من كلامهم.
والأصح أنْ لا يجوز حذف المؤكد في التأكيد المعنوي، فكذلك هذا، لأن التأكيد ينافي الحذف.
وليس من كلامهم: أنت زيدًا لمن رأيته قد شهر سيفًا، وأنت تريد اضرب أنت زيد، إنما كلام العرب زيدًا تريد اضرب زيدًا.
يقال زلت الشيء عن مكانه أزيله.
قال الفراء: تقول العرب: زلت الضأن من المعز فلم تزل.
وقال الواحدي: التزييل والتزيل والمزايلة التمييز والتفرق انتهى.
وزيل مضاعف للتكثير، وهو لمفارقة الحبث من ذوات الياء، بخلاف زال يزول فمادتهما مختلفة.
وزعم ابن قتيبة أن زيلنا من مادة زال يزول، وتبعه أبو البقاء.
وقال أبو البقاء: فزيلنا عين الكلمة وأو لأنه من زال يزول، وإنما قلبت لأنّ وزن الكلمة فيعل أي: زيولنا مثل بيطر وبيقر، فلما اجتعمت الواو والياء على الشرط المعروف قلبت ياء انتهى.
وليس بجيد، لأنّ فعل أكثر من فيعل، ولأنّ مصدره تزييل.
ولو كان فيعل لكان مصدره فيعله، فكان يكون زيلة كبيطرة، لأنّ فيعل ملحق بفعلل، ولقولهم في قريب من معناه: زايل، ولم يقولوا زاول بمعنى فارق، إنما قالوه بمعنى حاول وخالط وشرح، فزيلنا ففرقنا بينهم وقطعنا أقرانهم، والوصل التي كانت بينهم في الدنيا، أو فباعدنا بينهم بعد الجمع بينهم في الموقف وبين شركائهم كقوله تعالى: {أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون قالوا ضلوا عنا} وقرأت فرقة: فزايلنا حكاه الفراء.
قال الزمخشري: كقولك صاعر خده، وصعر، وكالمته وكلمته انتهى.
يعني أن فاعل بمعنى فعل، وزايل في لسان العرب بمعنى فارق.
قال:
وقال العذارى إنما أنت عمنا ** وكان الشباب كالخليط يزايله

وقال آخر:
لعمري لموت لا عقوبة بعده ** لذي البث أشفى من هوى لا يزايله

والظاهر أن التزييل أو المزايلة هو بمفارقة الأجسام وتباعده.
وقيل: فرقنا بينهم في الحجة والمذهب قاله ابن عطية، وفزيلنا.
وقال: هنا ماضيان لفظًا، والمعنى: فنزيل بينهم ونقول: لأنهما معطوفان على مستقبل، ونفي الشركاء عبادة المشركين هو رد لقولهم: إياكم كنا نعبد، والمعنى: إنكم كنتم تعبدون من أمركم أن تتخذوا لله تعالى أندادًا فأطعتموهم، ولما تنازعوا استشهد الشركاء بالله تعالى.
وانتصب شهيدًا، قيل: على الحال، والأصح على التمييز لقبوله مِن.
وتقدم الكلام في كفى وفي الياء، وأنْ هي الخفيفة من الثقيلة.
وعند القراء هي النافية، واللام بمعنى إلا، وقد تقدم الكلام في ذلك.
واكتفاؤهم بشهادة الله هو على انتفاء أنهم عبدوهم.
ثم استأنفوا جملة خبرية أنهم كانوا غافلين عن عبادتهم أي: لا شعور لنا بذلك.
وهذا يرجح أن الشركاء هي الأصنام كما قال ابن عطية، لأنه لو كان الشركاء ممن يعقل من إنسي أو جني أو ملك لكان له شعور بعبادتهم، ولا شيء أعظم سببًا للغفلة من الجمادية، إذ لا تحس ولا تشعر بشيء ألبتة. اهـ.